تأثير الحضارة الإسلامية على ثقافة الغرب
تاريخ التحديث: ٢٥ أغسطس ٢٠١٩
تأثير الحضارة الإسلامية على ثقافة الغرب

تأثير الحضارة الإسلامية على ثقافة الغرب
بمرور العصور وباختلاف البشر على سطح الأرض أسهمت الحضارة الإسلامية بمختلف المجالات في التأثير على الثقافات الأخرى وما قدمته الحضارة الإسلامية في خدمة الحضارات الأخرى أسهم في تطوير الحياة وتطوير الإنسان. و بفضل التعاليم الإسلامية التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وأكد عليها القرآن الكريم قد بدأت الحضارة الإسلامية التي لا زال المسلمون لوقتنا الحاضر يتفاخرون بها بدأت على يد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قائد هذه الأمة وخاتم النببين فقد أتى بالدين الإسلامي ليتمم مكارم الأخلاق وبدأ نور الحضارة الإسلامية بالظهور في المدينة المنورة حيث أقيمت الدولة الإسلامية وأعلنت المدينة منبع الإسلام.
ومن المدينة انطلق النور إلى باقي المدن وبقاع الأرض حيث لم يلزم الدين الإسلامي الناس بدخوله فقد كان اختياري وجاءت هذه الحضارة لتكون مثال التسامح بين البشر ونبذ الفتن والبغضاء والحقد. حيث أثرت الحضارة الإسلامية في كل العالم وفي شتى المجالات الاجتماعية والثقافية والمالية والأدبية والاقتصادية مما يعود بالفائدة على البشر.
في بحثنا هذا سوف نتعرف على مدى تأثير الحضارة الإسلامية بالحضارة الغربية وسوف نشمل بعض الجوانب.
المحور الأول: معابر الحضارة الإسلامية إلى الغرب
وبالعودة في كتب التاريخ سوف نلحظ بأن الحضارة الإسلامية وصلت إلى الشرق والغرب وأثرت في جميع الثقافات بمختلف الأجناس والألوان وسوف نتعرف كيف وسبل الطرق التي كانت لوصول الثقافة الإسلامية للغرب وأوربا.
أولا: الحروب:
لقد كان هم الإسلام هو نشر تعاليم الإسلام في جميع أصقاع الأرض فقد خاضوا الحروب منذ فتح مكة حتى عصور المماليك وكانت الحروب هدفها الدفاع عن الإسلام ونشر تعاليمه. فقد كانت الحروب الطريق الأول لنشر التعاليم السامية والتأثير بالحضارة الغربية بشكل كبير. فقد وصلت كتب البيروني وأبو العلاء المعري وكتب ابن سينا عن طريق الفتوحات إلى أوربا وأواسط آسيا.
ثانيا:التجارة:
اشتهر التجار المسلمين بالصدق والوفاء وكانوا يطوفون أصقاع الأرض وكانوا أيضا يتعاملون مع التجار في الغرب فقد أخذوا منهم وتعلموا منهم وأثروا فيهم في جوانب عدة منهم من دخل في الإسلام ومنهم من تعليم كيف تكون المعاملات في الإسلام.
ثالثا: الطلاب:
لقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نطلب العلم ولو في الصين. فقد اهتم الإسلام اهتماماً كبيراً بالعلم فقد قال تعالى: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق" وأظهر القرآن فضل العلماء "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ". وقال رسول الله يظهر لنا فضل السعي في طلب العلم: "من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا؛ سهل الله له به طريقًا إلى الجنة"، وقال أيضاً: "إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما طلب". وقد بين الإسلام الفرق بين أمة تقدمت علميا وأمة لم تأخذ نصيبها من العلم، فقال تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ".
ومن ذلك انطلق علماء المسليمن في طلب العلم وأخذ وما قدمته الحضارات الأخرى من كتب وترجمتها ومن هنا بدأت الحضارة الغربية أيضا بأخذ الكتب العربية وترجمتها ودراستها.
رابعا: الأندلس:
لقد كانت الأندلس بوابة بل هي متنفس الغرب فلولا الأندلس لغرق الغرب في جهل لوقتنا الحاضر فكانت البوابة الرئيسية في وصول الكثير من الكتب والعلماء والمعرفة للغرب.
المحور الثاني: جوانب تأثير الحضارة الإسلامية في الغرب
لقد اتفق الكثير من المؤرخين على أن الحضارة الإسلامية كانت الرافد الأول في إغناء الحضارة الغربية وتتصحيحها فقد كانت هنالك معتقدات كثيرة جاء الإسلام وأظهر مدى الخطأ فيها ومن الجوانب التي أثرت فيها الحضارة الإسلامية:
· بطلان نظرية بأن العلم فقد مخصص في الكنائس خلال القرون الوسطى.
· اخترع الخوارزمي ورسم الأرقام التي انتقلت إلى الغرب ولا زالت مستخدمة حتى وقتنا الحاضر.
· تأثر شعراء الأسبان بالأدب العربي.
· دخل أدب الفروسية والحماسة والمجاز والتخيلات الراقية إلى الآداب الأوروبية عن طريق الأدب العربي الفذ الذي يتميز بجماله دخل عن طريق المسلمين في الأندلس إلى أوربا. يقول الكاتب الأسباني المشهور أبانيز " إن أوروبا لم تكن تعرف الفروسية ولا تدين بآدابها الحماسية قبل وفود العرب إلى الأندلس وانتشار فرسانهم".
· تأثرت اللغات الأوروبية على اختلافها باللغة العربية فقد دخلت فيها كلمات عربية كثيرة في مختلف نواحي الحياة كالقطن والمسك والموز الشراب والجرة والليمون وغير ذلك مما لا يحصى.
· كتاب القانون في الطب لإبن سينا اعتمد كمرجع اساسي لدراسة الطب في الجامعات الأوروبية اكثر من 500 سنه، بقي الى اواخر القرن الخامس عشر ولا زالت اكثر جامعات العالم شهرة تحتفظ إلى اليوم بتماثيله وتسمي قاعات بإسمه. فجامعة اكسفورد تزين مكتبتها بتمثال ابن سينا الى جانب ارسطو وافلاطون اعترافا بقيمته العلمية.
المحور الثالث: أثر الحضارة الإسلامية على أوروبا في العلوم
الترجمة:
لقد قام الغرب في القرن الحادية عشر الميلادي بترجمة الكتب العربية وبوجه الخصوص كتب الفلسفة والطب. فقد كانت الأندلس وجزيرة صقلية عواصم للترجمة فالكثير من علماء أورا أخذوا علمهم من علماء العرب في بداياتهم ثم أتى إبداعهم. وقد تناولت الترجمة مختلف العلوم كالطب والكيمياء والفلك والفيزياء والرياضيات.
الرياضيـات:
لقد وضع المسلمين وعلماء المسلمين مبادئ الرياضيبات وقد انتقلت منهم إلى أوربا حيث بثيت تدرس النظريات التي وضعها العلماء المسلمين منهم البيروني والخوارزمي وغيرهم حتى أواخر القرون الوسطى
الفنون القتالية:
لقد أخذ الغرب فنون القتال الإسلامية من خلال احتكاكهم بهم وتعلموا منهم الكثير حيث أخذوا أشهر الخطط العسكرية وطبقوها وكله بفضل الحضارة الإسلامية التي انتشرت في أوربا
وقد أخذوا الكثير من لحضارة الإسلامية في مجال الفلك الطبيعة والفيزيا ويطول الحديث في هذه المجالات.
التوصيات والمقترحات:
· الحفاظ على الموروث الإسلامي في جميع المجالات
· تعريف العالم بفضل الحضارة الإسلامية
· إقامة الندواة لتعريف الجيل الإسلامي الجديد بمدى أهمية الحضارة الإسلامية
· الحفاظ ودعم الحضارة الإسلامية
الخاتمة:
ما قدمته الحضارة الإسلامية لا يقدر بثمن ولا يمكن أن نتجاهله بالرغم من مرور الزمن ولابد من دعم هذه الحضارة لتعود للإنتاج من جديد ولابد من إغناء فكر جيلنا ليكون الرافد الأول للحضارة الإسلامية فهذه الحضارة سوف تبقى خالدة حتى قيام الساعة كما وعدنا الله فلابد من العمل لنعود في مقدمة الأمم والحضارات.