البنوك الإسلامية في الإمارات ودورها في جعل دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي
#البنوك #الإسلامية في دولة الإمارات

بدأت الإمارات بترسيخ دعائم الاقتصاد والاستثمار داخل الدولة مما جعلها قبلة ومثال يحتذى به في النمو الاقتصادي. لا أحد ينكر بأن الاقتصاد الإماراتي حسب نظرة الخبراء بأنه اقتصاد قوي ويعتبر من أقوى اقتصادات الشرق الأوسط لاعتماده على عدة مجالات ليست فقد النفط ، مما جعل الإمارات متينة اقتصادياً وجعل الدرهم الإماراتي مستقر منذ عقود. وكما هو معروف فإن النشاط الاقتصادي في أي دولة ينعكس إيجابياً على نشاط البنوك فالحركة التجارية والتحويلات المالية تؤدي إلى خلق بيئة لنشاط البنوك ومن هنا انطلقت البنوك في دولة الإمارات العربية المتحدة لتكون الرديف والشريك الأول في النمو الاقتصادي والتجاري في الدولة.
ومع نشأت البنوك في دولة الإمارات كانت البنوك الإسلامية أهم لاعب أساسي وكان بنك دبي الإسلامي أول بنك إسلامي في دولة الإمارات وأقدم بنك تم إنشاؤه في الدولة في عام 1975م. تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة أحـد الـدول الأعضـاء بمنظمـة التعـاون الإسـلامي البـالغ التي يبلغ عددها 56 دولة. لذا تلعب البنوك الإسلامية في دولة الإمارات عاملاً مهماً في نمو الاقتصاد وتطويره بالإضافة إلى إرساء الأسس الصحيحة للتعاملات البنكية.
في بحثنا هذا سو نتعرف على أهم البنوك الإسلامية في دولة الإمارات وعلى دورها الأساسي في تطوير الاقتصاد بالإضافة إلى دعمها لتكون دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي.
المبحث الأول: البنوك الإسلامية في دولة الإمارات
توفر دولة الإمارات لجميع المتعاملين خدمات إسلامية مصرفية التي تلتزم بأحكام الشريعة الإسلامية حيث يشرح القانون الاتحادي رقم 6 لسنة 1985م كيفية عمل المصارف الإسلامية والشركات الاستثمارية الإسلامية داخل دولة الإمارات. كشفت تقارير لعام 2017 بأن البنوك الإسلامية قد حققت أرباح فائقة ونمت البنوك الإسلامية في دولة الإمارات بنسبنة 11% خلال عام 2017م حسب تقرير نشرته صحيفة البيان.
في هذا المبحث سوف نتحدث عن أهم البنوك الإسلامية في دولة الإمارات ونتحدذ عن مكانتها الاقتصادية ودورها في الاقتصاد المحلي والخليجي.
أهم البنوك الإسلامية في دولة الإمارات العربية المتحدة:
بنك دبي الإسلامي:
هو أول بنك إسلامي في الإمارات تم تأسيسه عام 1975 كأول بنك إسلامي متكامل الخدمات ويقدم الخدمات المصرفية البنكية على أساس الشريعة الإسلامية. واحتل بنك دبي الإسلامي المركز الثاني من حيث البنوك الإسلامية الأكثر ربحا في الخليج ، بعد تحقيق نمو بنسبة 7 %، ليصل صافي الأرباح إلى نحو 583.4 مليون دولار في عام 2017 وكل ذلك كان بفضل التركيز الأكبر على قطاعات النمو الاقتصادي الرئيسة في الأسواق والأقاليم التي يمارس البنك نشاط عملياته فيها.
مساهمة بنك دبي الإسلامي في نمو الاقتصاد:
ساهم بنك دبي الإسلامي خلال العقدين الأخيرين في النمو الاقتصادي وحقق أرباح عالية بل أصبح بنك إسلامي عالمي وحصل على العديد من المراكز المتقدمة العالمية. وارتفع عدد فروع بنك دبي الإسلامي ليشمل ويغطي جميع إمارات الدولة بل شجع فكرة الصيرفة الإسلامية مما جعل بنك دبي الإسلامي أيقونة دفعت الكثير من البنوك الإسلامية للسير على خطاه وشجعت البنوك الإسلامية للبدء في الاستثمار.
مصرف أبو ظبي الإسلامي
تأسس مصرف أبو ظبي الإسلامي عام 1997م وله فروع عديدة في السودان ومصر وقطر والمملكة المتحدة ويعتبر من أقوى المصارف الإسلامية في دولة الإمارات بعد بنك دبي الإسلامي. ساهم مصرف أبو ظبي الإسلامي في نمو قطاع الصيرفة وقدم الخدمات المصرفية القائمة على أسس الشريعة الإسلامية ليكون أحد البنوك الرائدة في مجال الصيرفة الإسلامية في الشر الاوسط
حيث احتل المركز الثالث في قائمة أفضل عشرين بنك إسلامي لعام 2017 حيث حقق «مصرف أبوظبي الإسلامي»، نمو وأرباحه نمت بأكثر من 14 %، لتصل إلى 307.4 ملايين دولار، مقارنة بنحو 269.4 مليون دولار في الفترة المقارنة من العام 2016، بفضل ارتفاع الإيرادات بنسبة 4.1 %، مع نمو عدد العملاء وارتفاع الدخل من الرسوم، بالإضافة إلى ضبط النفقات وانخفاض المخصصات.
ويؤكد المصرف أنه أحد أكثر المصارف سيولة في دولة الإمارات، بعد أن بلغ معدل التسهيلات إلى الأموال المستقرة 81 % في نهاية النصف الأول، مقارنة مع 85.7 % في الفترة ذاتها من العام الماضي.
دور مصرف أبو ظبي الإسلامي في الاقتصاد الإماراتي
يلعب مصرف أبو ظبي الإسلامي دورا مهماً في الاقتصاد الإماراتي حيث يساهم في نمو الاقتصاد وزيادة في المشاريع الاستثمارية الداخلية والخارجية المبينة على أسس إسلامية مما يحقق مكاسب عديدة لدولة الإمارات على الصعيد الداخلي والخارجي.
أهم المصارف الإسلامية الأخرى:
- مصرف الإمارات الإسلامي:
تم إنساء بنك الإمارات الإسلامي في عام 2004. ويقدم البنك مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية والتي تتوافق مع معايير التمويل الإسلامي. وتشرف على أعمال ومنتجات بنك الإمارات الإسلامي، مثل حسابات التوفير الاستثمارية وبطاقات الائتمان، من قبل هيئة شريعة مكونة من عدة باحثين مرموقين في الشريعة الإسلامية. يحتفظ بنك الإمارات الإسلامي بشبكة من الفروع داخل دولة الإمارات العربية المتحدة.
- مصرف الشارقة الإسلامي:
تأسس عام 1975 وبدأ بالتعامل في الصيرفة الإسلامية ويعد المنافس الأكبر لبنك دبي الإسلامي ظل يمارس الأعمال المصرفية التقليدية حتى تحول عام 2002 عندما أصبح أول مصرف في العالم يتحول إلى مصرف إسلامي.
المبحث الثاني: دور البنوك الإسلامية في جعل دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي
ولدى دبي عدد من العوامل التي تشير إلى نمو وتطور الاقتصاد الإسلامي ويعطيهم الفرصة والأولوية لتصبح عاصمة الاقتصاد الغسلامي وفي مقدمة وأيقونة للاقتصاد الإسلامي، وسوف ناتي على ذكر دور البنوك الإسلامية في جعل دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي:
- قيادة دبي وقيادتها في تأسيس أول بنك إسلامي في العالم في السبعينات في القرن الماضي، ووجود أول سوق مالي إسلامي، عزز ثقافته الإسلامية المتسامحة ومفتوحة أمام الثقافات بما يتماشى مع الاقتصاد الإسلامي من المبادئ النبيلة متكاملة.
- واحتلت الإمارات المرتبة الأولى في العالم العربي، وثانيها في العالم بعد ماليزيا كأفضل نظام متكامل للاقتصاد الإسلامي في سبعة قطاعات رئيسية، وفقا "للمؤشر الاقتصاد الإسلامي العالمي "الذي يضم 73 بلدا.
- ساهمت البنوك في نشر الثقافة الإسلامية مما عز مكانة الإمارات العربية دوليا ومكانتها في منظمة التعاون الإسلامي.
- قدمت البنوك الإسلامية الكثير من الدعم للدول الإسلامية الفقيرة وساعدت دول أخرى في خلق مشاريع استثمارية.
- وقد عززت دبي مكانتها كمركز عالمي للمنتجات الحلال والشركات العاملة في هذا القطاع، وقد أصبحت واحدة من أهم مراكز الإنتاج والتصدير وإعادة تصدير هذه المنتجات، بعد أن وضعت المعايير الدولية للحلال وقدم له نموذج سهل ل عام.
- نمو الخدمات المالية الإسلامية في دبي والابتكار في توفير المنتجات والخدمات المالية الصيرفة الإسلامية، حيث تطور قطاع التمويل اإلسالمي من حسابات مصرفية بدون فوائد إلى منتجات متنوعة مثل صناديق التحوط وصناديق الاستثمار العقاري وكذلك التمويلالبنية التحتية ومشاريع القطاعين العام والخاص.
- استمرار النمو القوي للمصارف الإسلامية في البلاد وزيادة إجمالي الموجودات بنسبة 7.10٪ في عام 2014 لتصل إلى 405 مليار درهم، مع الحفاظ على حصتها من إجمالي أصول البنك
4.17٪. وارتفع إجمالي التمويل بنسبة 0.22٪ ليصل إلى 0.266 مليار درهم بلغت حصة القروض والسلفيات من 4.21٪ في 2013 إلى 4.22٪ في 2014.
ودعما للتمويل اإلسالمي والصيرفة اإلسالمية، أصبحت دبي ثالث أكبر البنوك وهو مركز عالمي للصكوك إثر إدراج حكومة دبي في 2014 مبلغ 8.2 مليار صكوك وإعلان حكومة هونغ كونغ عن خطط لإدراج أول أدواتها المتوافقة مع الشريعة الإسلامية (67.3 مليار دولار) في بورصة ناسداك دبي بدبي وبفضل القطاعات الصناعية المزدهرة في الخليج والجنوب شرق آسيا، يشهد قطاع التمويل الإسلامي نموا مطردا، وتشير التوقعات إلى ذلك وسوف يتضاعف قطاع التمويل الإسلامي إلى 4.3 تريليون دولار في السنوات الخمسة المقبلة.
المبحث الثالث : نمو #الاقتصاد #الإسلامي
القطاع الإسلامي هو واحد من أسرع القطاعات نموا مع نمو 10-15٪ ٪ لعدة سنوات، نتيجة لارتفاع معدل النمو السكاني في الدول الإسلامية، والذي يبلغ حاليا 65.1 مليار وقد اتسمت بضعف النمو السكاني العالمي في السنوات الأخيرة، مع زيادة متوقعة في هذا العدد بنسبة 10٪ على مدى السنوات القادمة وبالتالي زيادة الطلب على المنتجات والخدمات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، ومن المتوقع أن يصل الناتج المحلي الإجمالي لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصاد التعاون الإسلامي إلى 7.10 تريليون دولار في عام 2015 بمعدل نمو حوالي 0.5٪ وقيمة إجمالي أصول المصارف الإسلامية خلال الخمس سنوات القادمة حوالي خمسة أضعاف قيمتها الحالية حوالي 3.1 تريليون دولار، وفقا لدراسات تشير ويعتمد التوجه العالمي والنمو في الصكوك على خبرته في هذا القطاع مؤهلة للاستفادة أكثر من جميع أدوات التمويل والتي يبلغ حجمها العالمي الإجمالي حوالي 8.1 تريليون دولار والمرشح لمضاعفة بنسبة 75٪ على مدى السنوات الخمس المقبلة.
الخاتمة:
لا أحد ينكر أهمية البنوك الإسلامية ودورها الهام الذي تلعبه في مجال دعم الاقتصاد ودفع عجلة الاقتصاد الإسلامي وهذا ما عملت عليه البنوك الإسلامية في دولة الإمارات وما زالت تعمل عليه لدعم دبي في حصولها على مكانة أرقى فجميع التقارير تشير مدى التقدم الذي تحققه الإمارات وبنوك الإمارات الإسلامية على مستوى العالم ومستوى الشرق الأوسط.